الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة وزارة الشؤون الدينية في الجزائر تبيح تأخير صلاة التراويح إلى ما بعد مباراة ألمانيا

نشر في  29 جوان 2014  (10:42)

حسمت وزارة الشؤون الديّنية الجدل المثار حول إفطار الفريق الوطني والأنصار، خلال مباراتهم مع ألمانيا بإحالة من يطلب الفتوى في ذلك على أخرى قديمة للمجلس العلمي التابع لها بقيادة الشيخ أحمد حمّاني الذي أفتى للخضر سنة 1982 بالإفطار خلال مباراتهم مع ألمانيا في خيخون، إلا أنّ البعض تحفّظ على إمكانية تأخير بعض الأئمّة لصلاة العشاء والتراويح إلى ما بعد المباراة.

أكّد عضو المجلس العلمي للإفتاء بوزارة الشؤون الدّينية والأوقاف الجزائرية، الدكتور كمال بوزيدي، أنّ مسألة جواز إفطار المنتخب الوطني الجزائري والأنصار المرافقين لهم "مفصول" فيها من طرف وزارة الشؤون الدّينية، اعتمادا على فتوى سابقة بداية الثمانينات للمجلس العلمي التّابع للوزارة بقيادة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله، أوضحوا فيها بأنّه وتبعا للعب الفريق الجزائري سنة 1982 في مدينة خيخون الإسبانية التي تبعد على مقرّ إقامة الفريق بمسافة تقطع عنهم صفة الإقامة مع عدم بقائهم مدّة تزيد على أربع أيّام، فإنّ ذلك يبيح لهم الأخذ بأحكام المسافر من تقصير الصلاة وإفطار نهار رمضان، مؤكّدا بأنّ الواقعة هي نفسها اليوم تتكرّر في البرازيل من انتقال الخضر من سوروكابا إلى بورتو أليغري ما يجعل مسألة إفطارهم رخصة شرعية لا غبار عليها.

في سياق متّصل، ذكّر الأستاذ بوزيدي بحديث النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه" الذي يبيّن حسبه استحباب تأخير صلاة العشاء، وهو ما يؤكّد حسبه بأنّه يجوز للأئمّة من النّاحية الشرعية أن يؤخّروا صلاتي العشاء والتراويح إلى ما بعد مباراة الجزائر- ألمانيا حتّى يتسنى للمسلمين التوفيق بين مشاهدة المباراة والالتحاق بالصلاة أو ما عبّر عنه بـ"الجمع بين الحسنيين"ناسبا إلى المجلس العلمي للفتوى التابع لوزارة الشؤون الدينية أنّ هذه المسألة من النّاحية"النظرية" مفروغ من جوازها بل واستحبابها، إلا أنّ الأمر تنظيميا - يكمل بوزيدي- يبقىبيد الوزارة وهياكلها التي تملك وحدها حق إخراج الفتوى في قالب تعليمة توجّه إلى الأئمّة بما يوافق عليه جميع الأطراف.

وقال الدكتور يوسف بلمهدي بأنّ الصلاة مرتبطة بوقتها لقوله تعالى: "إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً"، كما أنّ الإمام موظّف في القطاع كباقي القطاعات في الدولة مايلزمه بأن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها المعهود، مذكّرا بأنّ المسلمين خاضوا المعاركوالحروب لإعلاء راية الإسلام والدّين مع النّبي صلى الله عليه وآله وسلّم فشرعت لهم صلاة الخوف للحفاظ على الصلاة في وقتها ولم تكن محل تأخير على حدّ قوله، داعيا الأئمّة إلى صلاة التراويح في وقتها، الأمر الذي يكون أقوى في سبيل الدعاء للمنتخب الوطني ثمّ إنشاء التحق بهم النّاس لصلاة التراويح أو اكتفوا فقط بصلاة العشاء على أن يستدركوا مافاتهم من فضل بأنّ يصلّوا ما استطاعوا من الركعات قبل الفجر.
من جانبه حذّر الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، من تأخير صلاة العشاء والتراويح عن وقتها لما قد يجرّ إليه هذا التصرّف من مشاحنات وتوتّر داخل المساجد ما يخرجها عن دورها التعبّدي التربوي إلى نقاشات هامشية يتّهم فيها الإمام من طرف النّاس بالتلاعب بالدّين، مؤكّدا بأنّه من النّاحية الشرعية النظرية لاحرج في تأخير صلاة العشاء والتراويح لأنّ وقتها طويل إلا أنّ النزول بهذا الشيء إلى المسجد سيثير حفيظة البعض فيكون إرضاء لطرف على حساب طرف آخر ما قد يؤدّي إلى الفوضى في المسجد و"إرضاء النّاس غاية لا تدرك" يكمل حجيمي؛ الأمر الذي جعله يدعو إلى الكلام في الموضوع بعيدا عن العواطف والحماسة الزائدة ذلك أنّ كرة القدم تبقى في الأخير لعبة والصلاة مرتبطة بمسنّين ومرضى وعمّال لهم أشغالهم التي لا يستطيعون تأخيرها فالأولى حسبه أنّ لا يقع الإمام في هذه المطبّات وأن يترك أمر الصلاة للمصّلين فإنشاؤوا صلّوا معه العشاء والتراويح أو اكتفوا بتأدية الواجب على أن يستدركوا نافلة التراويح في وقت آخر لمن شاء منهم إدراك فضل هذه السنّة، مشيرا إلى أنّ الثبات على الوقت المعهود للصلاة سيجنّب المسجد أي توتّرات قد تصله بسبب هذه الخيارات الاستثنائية.